محمد وليد عبد الغفار: شاب مصري يتحدى الصعاب ويصنع اسمه في البزنس أونلاين والعمل الحر
القاهرة – خاص بجريدة “القاهرة تايمز”
في وقت يسعى فيه الكثير من الشباب المصريين خلف فرص العمل التقليدية، يظهر الشاب الطموح محمد وليد عبد الغفار، ابن التاسعة عشرة من عمره، كنموذج مُلهِم استطاع أن يشق طريقه في مجال الفوركس والبزنس أونلاين، ويثبت أن النجاح لا يحتاج إلا إلى عزيمة وإصرار وإيمان بالنفس.
بدأت رحلة محمد في سن السادسة عشرة، حين قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا عن أقرانه. ورغم قلة الإمكانيات وغياب الدعم، لم تمنعه تلك التحديات من أن يعلّم نفسه بنفسه. فاستعان بالمصادر المجانية على الإنترنت، وبدأ يتعلّم أساسيات التداول والفوركس والعملات الرقمية، دون أن يلجأ إلى دورات مدفوعة في البداية بسبب تكلفتها العالية.
لم تكن الطريق مفروشة بالورود، فقد خاض محمد عدة تجارب أولية باءت بالفشل، لكنه لم يتراجع. بل قرر أن يتخلى عن الخيارات الثنائية بعدما اكتشف أنها لا تتماشى مع الضوابط الشرعية، ليركز على الفوركس ويبدأ بتحقيق أولى خطوات النجاح تدريجيًا.
واليوم، يُدير محمد مجموعات تعليمية إلكترونية خاصة بمجال التداول، يشارك فيها تحليلات يومية ويقدّم محتوى تدريبيًا يستفيد منه مئات الشباب الطموحين، الذين يسعون للسير على خطاه في هذا المجال المتطور.
كما يمتلك محمد مجموعة أخرى متخصصة في الجرافيك ديزاين، يقدّم من خلالها دورات تدريبية للمبتدئين والمحترفين. ويرى أن تنمية المهارات المتنوعة هي من العوامل الأساسية التي تساعد على النجاح في مجال البزنس أونلاين.
“كانت بداية جديدة بعد الوقوع”… دعم خطيبته غير المعادلة
رغم أن خطيبته لم تكن حاضرة في بداية الرحلة، إلا أنها كانت نقطة تحوّل حقيقية في حياة محمد بعد فترات من الفشل والضياع. ظهرت في وقت كان يشعر فيه أنه على وشك الاستسلام، فمدّت له يد الدعم النفسي والمعنوي، وشجعته على الاستمرار والمواجهة.
يقول محمد عنها:
“مكنتش معايا من الأول، بس لما وقعت، لقيتها أكتر حد واقف جنبي. كانت دايمًا بتدعمني، وتفكرني بقدراتي اللي كنت ناسيها. وجودها غير حاجات كتير فيا، ورجّع لي الحماس والإصرار اللي كنت فقدته.”
العمل بين الواقع والطموح
رغم إنجازاته على الإنترنت، يعمل محمد حاليًا في مطعم كمصدر دخل إضافي يساعده على تلبية احتياجاته اليومية. وهو يرى أن العمل الشريف في أي مكان لا يُنقص من قيمة الإنسان، بل يعكس مدى التزامه وجديته في تحقيق أحلامه، حتى لو اضطر إلى بدء خطواته من تحت الصفر.
كتابه القادم: “الوعي”
يسعى محمد حاليًا إلى إصدار كتابه الأول بعنوان “الوعي”، وهو عمل يعكس تجربته في مواجهة الذات، وفهم النفس، والارتقاء بالتفكير. في الكتاب، يشارك محمد مفاتيح تجاوز الأزمات النفسية، وأهمية الوعي الذاتي في تغيير الواقع، وصناعة حياة ناجحة.
رسالة محمد للشباب:
“مفيش حاجة بتيجي بالساهل، بس مفيش مستحيل. طول ما إنت بتتعلم وبتحاول، عمرك ما فاشل. ابدأ، حتى لو من الصفر، ولو وقعت، قوم تاني. اللي بيكمل هما اللي فعلاً بيوصلوا.”
بهذا الفكر وبهذا العزيمة، يواصل محمد وليد عبد الغفار رحلته، مؤمنًا بأن الشباب المصري قادر على تجاوز الظروف وصناعة نجاح حقيقي بأقل الإمكانيات.