شجاعة في مواجهة الكارثة.. لحظات أسطورية لإنقاذ مغاربة من السيول

إسلام وليد رزيق16 ديسمبر 2025
فيضانات آسفي
فيضانات آسفي

اجتاحت الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة مدينة آسفي الساحلية المغربية، مما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. وقد انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوثق عملية إنقاذ مدنية بطولية، تحولت إلى رمز للتضامن في مواجهة الخطر الهائل.

يُظهر المقطع امرأة محاصرة وسط مياه الفيضانات المتدفقة في المنطقة القديمة من المدينة، وهي تتشبث بيأس بجدار بينما كان التيار يهدد بجرفها. وسُمعت صرخاتها المتكررة: “أنقذوني!”، فيما كان السكان يوجهونها بكلمات تحذيرية للحث على التمسك. بعد لحظات حرجة، نجحت مجموعة من المواطنين في إلقاء حبل وسحبها إلى بر الأمان دون إصابات ظاهرة. وفي أعقاب الإنقاذ، كشفت المرأة المكلومة أن الفيضانات جرفت معها عددًا من أفراد عائلتها.

عاصفة رعدية غير مسبوقة تضرب آسفي

بدأت عمليات الإنقاذ الطارئة يوم الأحد الماضي، عقب أن ضربت عواصف رعدية عنيفة مدينة آسفي في غضون ساعة واحدة، مما تسبب في فيضانات مفاجئة وصفتها السلطات بأنها “غير مسبوقة”. اجتاحت سيول من الطين الشوارع، جارفة معها السيارات ومسببة أضرارًا بالغة بالطرق، وغمرت المنازل والمتاجر في الأحياء السكنية.

أظهرت الصور المتداولة على الإنترنت سيارات تُجرفها المياه، إلى جانب ضريح غارق جزئيًا، وقوارب تابعة للدفاع المدني تجوب الأحياء استجابة لنداءات الطوارئ في المدينة الواقعة على ساحل المغرب الأطلسي.

ارتفاع حصيلة الضحايا وتساؤلات حول الاستجابة

أفادت الأرقام الرسمية الأولية بسقوط 21 قتيلاً في آسفي، إلا أن العدد ارتفع بشكل مأساوي ليبلغ 37 قتيلاً بحلول يوم الاثنين، وفقًا لآخر إحصاء نقلته وكالة فرانس برس. وتُعد هذه الفيضانات الأسوأ التي تشهدها المغرب منذ أكثر من عقد.

أفادت السلطات بأن ما لا يقل عن 70 منزلاً ومتجراً في المدينة القديمة التاريخية قد غمرتها المياه، وجرفت حوالي 10 سيارات، وتضررت أجزاء واسعة من شبكة الطرق. وفي سياق التداعيات، أعرب سكان عن حزنهم وتساؤلاتهم حول سرعة استجابة فرق الطوارئ، متسائلين عن سبب تأخر نشر شاحنات ضخ المياه مقارنة بالتعامل مع فيضانات سابقة.

تعليق الدراسة وإجراءات الطوارئ

استجابة للكارثة، أعلنت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية تعليق الدراسة في جميع أنحاء منطقة آسفي لمدة ثلاثة أيام، لتُغلق المدارس أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء كإجراء احترازي لضمان سلامة الطلاب والموظفين. وقد غمرت المياه مدرستين ابتدائيتين، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بداخلهما.

يأتي هذا الحدث في وقت يعاني فيه المغرب من جفاف حاد ومستمر للعام السابع، وهو ما فاقم من تأثيرات هطول الأمطار الغزيرة المفاجئة، ويؤكد على الحاجة الماسة لمواجهة التغيرات المناخية. وفي خضم عمليات الإنقاذ والتضامن الشعبي، تبقى صورة المرأة التي أنقذها المواطنون تذكيراً صارخاً بقوة التكاتف البشري أمام جبروت الكوارث الطبيعية.

دليل كامل للاستعلام عن شقق الإسكان الاجتماعي 2025 بالرقم القومي

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق