تصاعد التوتر في السويداء يهدد الاستقرار السوري وسط ضربات إسرائيلية وتحذيرات دولية

مريم عبدالعاطي19 يوليو 2025
السويداء
السويداء

حذر محللون وخبراء سياسيون سوريون من تداعيات التوتر الأمني المتصاعد في مدينة السويداء وغيرها من المدن السورية، مؤكدين أن غياب السيطرة الكاملة للسلطة السورية على أراضي الدولة يفتح الباب أمام تدخلات خارجية، أبرزها الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل مؤخرًا.

وأعلنت الرئاسة السورية، اليوم السبت، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في محافظة السويداء، وبدء انتشار قوات الأمن في عدد من المناطق لضمان تنفيذ الاتفاق، وذلك بعد إعلان المبعوث الأمريكي توم براك عن تفاهم تم التوصل إليه بين سوريا وإسرائيل. البيان الرئاسي شدد على أن أي خرق لوقف إطلاق النار سيُعتبر انتهاكًا للسيادة السورية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد نفذت الأربعاء الماضي ضربات جوية استهدفت مبنى وزارة الدفاع في دمشق، مستخدمة أحداث العنف بين الأغلبية الدرزية وقبائل أخرى في السويداء ذريعة لتبرير العدوان، وفقًا لما ذكره محللون سياسيون.

وأكد الدكتور رامي الخليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس، أن الحكومة السورية لا تملك القدرة العسكرية أو السياسية للرد على هذه الضربات، مشيرًا إلى أن موازين القوة تميل بشدة لصالح إسرائيل. وأوضح أن الدور العربي، وخاصة من المملكة العربية السعودية، يمكن أن يكون فاعلًا سياسيًا في تهدئة الأوضاع.

من جانبه، قال البرلماني السوري السابق شريف شحادة إن الرد السوري مستبعد، لا سياسيًا ولا عسكريًا، في ظل ما وصفه بعزلة دمشق عن الدول العربية وانشغالها بأزماتها الداخلية. وأكد أن الحل يكمن في تفاهمات ملزمة تمنع إسرائيل من استغلال الوضع الأمني.

أما ماهر التمران، ممثل التحالف السوري الوطني، فأوضح أن إسرائيل تستخدم قضية حماية الدروز ذريعة للضغط على دمشق ومنعها من استعادة السيطرة على الجنوب السوري، مشيرًا إلى أن تل أبيب تسعى لإضعاف الجيش السوري ومنعه من التمركز الاستراتيجي في هذه المناطق.

وتحدث المحلل السياسي محمد عيسى عن رؤية طائفية تمارسها الحكومة الجديدة في دمشق تجاه الأقليات، ما تسبب في طرد آلاف الموظفين المنتمين للأقليات من المؤسسات الحكومية والعسكرية، وأدى إلى حالة من التوتر وانعدام الثقة، مؤكدًا أن الوضع لم يعد يقتصر على السويداء فقط، بل يمتد إلى مختلف المدن السورية.

وأشار عيسى إلى أن استمرار الفوضى والانقسامات الداخلية يعزز من تدخل إسرائيل تحت شعار “حماية الأقليات”، مما يزيد تعقيد المشهد السوري ويهدد بانفجار إقليمي.

عاجل