باريندر سينغ: قصة نجاح مهاجر في مهنة تسلق الحبال في ناطحات السحاب
برز باريندر سينغ “باجوا” كأحد الأسماء اللامعة بين مجتمعه وأصدقائه في مدينة ملبورن، وذلك بسبب اختياره المهني الفريد كفني تسلق الحبال، وهو المجال الذي يعمل فيه بجد في صيانة وتفتيش ناطحات السحاب في منطقة الأعمال المركزية بالمدينة. يروي سينغ، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، كيف ساعدته عزيمته القوية في الخروج من الأزمات المالية التي واجهها، وقادته إلى مهنة غير مألوفة بالنسبة للعديد من المهاجرين والطلاب الدوليين.
يقول سينغ: “مثل العديد من الطلاب الدوليين، واجهت صعوبات مالية خلال فترات الإغلاق التي سببها جائحة كورونا. لكنني كنت مصممًا على التغلب على هذه العقبات. لذلك، اخترت أن أصبح فني تسلق الحبال، وهي مهنة ليست شائعة بين المهاجرين أو الطلاب الدوليين”.
من هو فني تسلق الحبال؟
فني تسلق الحبال هو محترف مدرب يتولى مجموعة من المهام الصعبة والمعقدة التي تتطلب استخدام الحبال وحزام الأمان أثناء العمل على ارتفاعات شاهقة. تشمل هذه المهام تنظيف نوافذ ناطحات السحاب، وإصلاح وفحص البنى التحتية مثل محطات الطاقة وتوربينات الرياح والجسور.
شغف المغامرة والتميز
عمل سينغ سابقًا في مصنع، ويقول إن حبه للمغامرة ساعده على التكيف مع ظروف العمل الصعبة التي تتطلب تدريبًا متخصصًا وشجاعة كبيرة. “أنا شخص لا يخاف من مواجهة التحديات الجديدة. أحب المغامرة، وأشارك في أنشطة مثل القفز بالمظلات والألعاب التي تتطلب طاقة عالية”، يوضح سينغ.
يتذكر سينغ رحلته قائلاً إنه اضطر لإكمال أربع دورات تقنية على الأقل للحصول على الرخصة اللازمة للعمل كفني تسلق الحبال. “عملية التدريب كانت طويلة ومملة بعض الشيء، لكن عند النظر إلى الوراء، أرى أن كل تلك الاختبارات والمتطلبات كانت ضرورية لضمان السلامة. في النهاية، هذا العمل يتطلب دقة والتزاماً كبيرين.”
استثمار في المستقبل
يتطلب العمل كفني تسلق الحبال استثمارات مالية أيضًا. يوضح سينغ: “كان عليّ في البداية شراء معدات خاصة بقيمة 10,000 دولار، وهو شرط أساسي للبدء في هذا المجال.”
بجانب دعمه المادي، يقول سينغ إن قرار التحول إلى هذا المجال كان بمثابة قفزة نحو الأفضل، وذلك بفضل تشجيع صديقه دالر، الذي يعمل في نفس المجال بكندا. “صديقي دالر كان لديه خبرة كبيرة، وهو من شجعني على الدخول في هذا المجال. لولا دعمه، لا أعتقد أنني كنت سألتزم بهذه المهنة الشاقة.”
الحياة المهنية والعائد المالي
يؤكد سينغ أن مهنته الحالية أتاحت له تحقيق دخل مريح يفوق ما يكسبه الطلاب الدوليون أو المهاجرون في وظائف تقليدية. “أجني الآن ما لا يقل عن ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما يكسبه الآخرون في الوظائف العادية التي يختارها معظم الطلاب والمهاجرين.”
الفخر بالهوية
بالرغم من أن البعض قد يشعر بالإحباط بسبب الهوية الثقافية أو الدينية، يفتخر سينغ بارتداء عمامته ويقول إنه لم يواجه أي مشاكل تتعلق بهويته. “شركتي وزملائي يحترمون هويتي الثقافية والدينية، وهذا أمر أفتخر به.”
نظرة إلى المستقبل
يأمل سينغ، الذي ينحدر من قرية لادهوبانا في مقاطعة جورداسبور بإقليم البنجاب في شمال الهند، أن يحصل على الإقامة الدائمة في أستراليا قريبًا. “أشعر أنني محظوظ للعيش والعمل في أستراليا. إنها بلد رائع، وإذا كنت مجتهدًا في عملك، فليس من الصعب تحقيق الاستقرار المالي.