
بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في عالم الطب، حيث تختلط الدقة بالإنسانية، يبرز إسم الأستاذ الدكتور “السيد شاكر شعير “كأحد أعلام جراحات الأورام في مصر والعالم العربي. فهو طبيب جمع بين المهارة الجراحية العالية، والرؤية الأكاديمية العميقة، والروح الإنسانية النادرة، ليصبح مثالًا يُحتذى به في مجاله، ومصدر فخر للطب المصري.
يعمل الدكتور السيد أستاذًا لجراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، حيث يشرف على تدريب الأجيال الجديدة من الجراحين، ويقود العديد من الأبحاث العلمية المتقدمة في مجال أورام الأطفال. كما يشغل منصب استشاري جراحة أورام الأطفال بمستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، وهو أحد الأعمدة الأساسية داخل هذا الصرح الطبي الضخم الذي يمثل الأمل لآلاف الأسر المصرية والعربية.
ولأن العطاء العلمي لا يعرف حدودًا، فقد شرف مصر أكاديميًا بكونه زميل جامعة هايدلبرج الألمانية، وهي واحدة من أعرق الجامعات الطبية في أوروبا. هذا التعاون الدولي منح الدكتور شعير آفاقًا جديدة في البحث والتطبيق الجراحي الحديث، وأتاح له تبادل الخبرات مع كبار المتخصصين عالميًا، مما انعكس إيجابيًا على مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى في مصر.
لكن ما يميزه ليس فقط تاريخه الأكاديمي أو إنجازاته البحثية، بل قلبه الإنساني وحرصه على كل مريض، خاصة الأطفال، الذين يراهم بعين الأب قبل الطبيب. فمن داخل غرف العمليات إلى لحظات المتابعة بعد الجراحة، لا يتوقف عن بث الأمل والطمأنينة في نفوس المرضى وذويهم.
في واحدة من العمليات النادرة التي تؤكد كفاءة الطب المصري وريادته، حضر إلى مصر طفل يبلغ من العمر ١٨ شهرًا برفقة أسرته من دولة ليبيا الشقيقة، كان يعاني من ورم خبيث كبير الحجم داخل القفص الصدري.
تم إجراء الجراحة في مستشفى شفا بالتجمع الخامس، بقيادة الأستاذ الدكتور السيد شاكر شعير، أستاذ جراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، واستشاري جراحة أورام الأطفال بمستشفى ٥٧٣٥٧.
وقد كانت الجراحة بالغة الدقة، إذ تمكن الفريق الطبي من استئصال الورم بالكامل من داخل القفص الصدري مع الحفاظ على الأعضاء الحيوية المحيطة، رغم أن الورم كان ضاغطًا على القلب، والشريان الأورطي، والرئة، والمرئ، والحجاب الحاجز.
وبفضل الله ثم بجهود الفريق الطبي المتكامل، خرج الطفل من المستشفى بصحة جيدة، ليعود إلى أسرته محمَّلًا بالأمل والشفاء، في قصة إنسانية تُجسّد المعنى الحقيقي للطب الرسالي.
هذا الإنجاز ليس الأول من نوعه في مسيرته، لكنه يُعد شاهدًا جديدًا على ما يقدمه من تضحيات وإنجازات تُعيد رسم ملامح الأمل في وجوه الأطفال وعائلاتهم، وتؤكد أن مصر ما زالت قبلة العلاج في المنطقة.
من خلال مسيرته المضيئة، إستطاع أن يجمع بين العلم والخبرة والعطاء، فصار اسمًا بارزًا في جراحات الأورام على المستويين المحلي والدولي.
ختامًا، يظل الدكتور السيد شاكر شعير نموذجًا للطبيب المصري الذي يرفع اسم بلاده عاليًا بعلمه وإنسانيته، ويبرهن يومًا بعد يوم أن الطب رسالة سامية قبل أن يكون مهنة. فكل نجاح يحققه، وكل طفل يبتسم بعد جراحة ناجحة، هو صفحة جديدة تُضاف إلى سجلٍ مشرف من العطاء والإنجاز.