محمد زلط سليل أوّل من قدّم القهوة للمصريين، وحافظ إرث يتوارثه الزمن

ميادة الطويل1 يونيو 2025
محمد زلط سليل أوّل من قدّم القهوة للمصريين، وحافظ إرث يتوارثه الزمن

 

 

محمد زلط سليل أوّل من قدّم القهوة للمصريين، وحافظ إرث يتوارثه الزمن

في عالم تتغيّر فيه الاتجاهات بسرعة، تبقى بعض العلامات ثابتة لا تهتز، لا لأنها فقط تقدم منتجًا جيدًا، بل لأنها تمثل تاريخًا متجذرًا في الذاكرة. محمد زلط ليس مجرد اسم يرتبط بصناعة القهوة في مصر، بل هو امتداد حقيقي لعائلة كانت أول من أدخل البن إلى السوق المصري، وأسست أول محل بُن رسمي في البلاد.

 

لم يكن محمد زلط يومًا في موقع “البداية”، بل في قلب استمرارية متقنة. وُلد وسط رائحة البُن المحمّص وأصوات ماكينات الطحن القديمة، وتعلّم من صغره كيف أن القهوة ليست سلعة، بل رسالة عائلية، ومهنة أصيلة متوارثة أبًا عن جد. كل فرد في العائلة يعمل في نفس المجال، مما منح المشروع بعدًا عائليًا يُشبه الروح الممتدة عبر الزمن.

 

الملفت أن لهذا المشروع تاريخًا موثقًا بأوراق رسمية تؤكد أن شخصيات بارزة مثل الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك كانوا يشترون القهوة من هذا المحل تحديدًا. واليوم، يستمر هذا الإرث من خلال توريد البن إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية، القوات المسلحة، وعدد من الوزراء، فضلًا عن التواجد الواضح في كبرى سلاسل الهايبر ماركت داخل مصر.

 

لكن محمد زلط لم يتوقف عند حدود المحافظة على الاسم، بل عمل على تطوير ما ورثه. دمج بين التراث والتكنولوجيا، فحدّث خطوط الإنتاج، ورفع معايير الجودة، ووسّع نطاق التوزيع الجغرافي، ليصل بالمنتج المصري إلى منافسة حقيقية داخل الأسواق العربية.

 

كما يحافظ زلط على خطّ العائلة الإنساني، فبجانب التجارة، يفتح الأبواب لتدريب وتشغيل الشباب، ناقلًا إليهم خبرة لا تُدرّس في كتب، بل عُجنت عبر أجيال من الصنعة والصدق.

 

محمد زلط لا يبيع القهوة فقط، بل يقدّم فنجانًا من التاريخ، تذوقه الأجيال، ويحافظ عليه الحاضر، ويصنع من خلاله المستقبل.

عاجل