شهدت دمشق زيارة رسمية لرئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع حاملاً رسالة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تؤكد رغبة بغداد في تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في الملفات الأمنية.
تركز اللقاء على قضايا ضبط الحدود ومواجهة تهديد تنظيم داعش، إضافة إلى أوضاع الجالية العراقية والتنسيق في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية. ويعكس هذا المسار قلق بغداد المستمر من نشاط خلايا التنظيم داخل سوريا، ما يجعل التعاون مع دمشق أولوية لحماية الأمن القومي العراقي.
وتُعد هذه الزيارة الثالثة للشطري خلال أقل من عام، ما يشير إلى تنامي مستوى التنسيق بين الطرفين بعد فترة من التحفظ العراقي تجاه الحكومة السورية الجديدة. كما لم يغب الجانب الاقتصادي عن النقاشات، حيث جرى بحث مشاريع الربط الطاقي، وتسهيل حركة التجارة، وتهيئة بيئة مناسبة لعودة المستثمرين العراقيين إلى السوق السورية.
يرى مراقبون أن العراق يتبنى سياسة أكثر مرونة تجاه دمشق، مدفوعًا بالاعتقاد أن الاستقرار النسبي الذي حققه الشرع يتيح بناء شراكة أمنية واقتصادية متقدمة. كما يسعى العراق إلى لعب دور فاعل في إعادة دمج سوريا في محيطها العربي، بما يعزز مكانته الإقليمية وقدرته على مواجهة التحديات المشتركة.