� الوجه الخفي للأسمدة والمبيدات: خطر صامت يلتهم خصوبة التربة ويهدد مستقبل غذائنا
✍️ بقلم: المهندس عماد حمدي – مهندس إنتاج
تُعد التربة الزراعية العمود الفقري للأمن الغذائي في أي دولة، إذ تمثل مصدر الحياة للمحاصيل التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان. ومع تزايد الضغوط على الموارد الطبيعية، أصبح الحفاظ على خصوبة التربة وجودتها أمرًا بالغ الأهمية. إلا أن الاستخدام المفرط وغير المنظم للأسمدة والمبيدات الزراعية تحول من وسيلة لدعم الإنتاج إلى تهديد صامت ينخر في أساس الزراعة، مُعرضًا صحة الإنسان والبيئة لمخاطر جسيمة.
كيف تفتك الكيماويات الزراعية بتربة الوطن؟
• الأسمدة الكيميائية.. من داعم للنمو إلى عامل للتدهور الاستخدام العشوائي للأسمدة النيتروجينية والفسفورية والبوتاسية يخلّ بتوازن التربة، ويضعف بنيتها على المدى البعيد.
• المبيدات.. سلاح ذو حدين الاستخدام غير المدروس للمبيدات يقضي على الكائنات الدقيقة النافعة، ويترك بقايا سامة تتسرب للمحاصيل والمياه.
• غياب التحاليل الدورية للتربة العشوائية في إضافة الكيماويات دون تشخيص دقيق لاحتياجات التربة يؤدي إلى تدهور يصعب علاجه.
نتائج وخيمة تهدد الإنتاج وصحة الإنسان
• انخفاض إنتاجية المحاصيل وتراجع جودتها.
• زيادة تملح التربة، خاصة في البيئات الجافة.
• تلوث المياه الجوفية وتسرب السموم للسلسلة الغذائية.
• فقدان التنوع البيولوجي داخل التربة.
خطوات عاجلة لإنقاذ التربة المصرية
✅ التوسع في الزراعة المستدامة واستخدام الأسمدة العضوية.
✅ اعتماد التقنيات الحيوية والإدارة المتكاملة للآفات.
✅ إجراء تحاليل دورية للتربة وتوعية المزارعين.
✅ دعم البحث العلمي وتفعيل الرقابة على المبيدات والأسمدة.
ختامًا:
إنقاذ التربة المصرية ضرورة وطنية لضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة. التربة ليست مجرد أرض للزراعة، بل هي أساس الحياة، وأي إهمال لها هو تفريط في مستقبلنا
