قبل أيام قليلة من انضمامه إلى معسكر المنتخب الوطني لخوض غمار بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب، أثار النجم محمد صلاح، مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر، تفاعلاً ضخماً على الصعيدين الرياضي والجماهيري بعد ظهوره في إعلان جديد يحمل أبعاداً إنسانية ووطنية عميقة.
يستعد صلاح للانضمام إلى صفوف “الفراعنة” يوم الإثنين، لبدء التحضيرات للبطولة القارية التي تنطلق في 21 ديسمبر الجاري. يلعب المنتخب المصري في المجموعة الثانية بجانب منتخبات أنغولا، زيمبابوي، وجنوب أفريقيا، وسط طموحات عارمة باستعادة اللقب الغائب منذ عام 2010.
إعلان عائلي يحمل الحلم الإفريقي
ظهر محمد صلاح في الإعلان الترويجي لشركة بيبسي العالمية للمشروبات الغازية، بصحبة ابنتيه مكة وكيان، في لقطات عائلية دافئة. ركز الإعلان على شغف صلاح بكرة القدم ورغبته المستمرة في تحقيق الانتصارات، مؤكداً أن طموحه لا يتوقف عند مستوى الأندية، بل يمتد ليشمل تتويج المنتخب الوطني.
وخلال حوار عفوي في الإعلان، سألت إحدى طفلتيه عن سبب ذهابه للتدريب في يوم الإجازة، فجاء رده سريعاً ومبتسماً: “أريد أن أفوز”. وعندما لفتت الطفلة إلى أنه قد فاز بكل شيء، كان رد قائد المنتخب معبراً عن حلمه الأعظم: “لا لسه.. دي مصر”. هذه العبارة شكلت الرسالة الجوهرية للإعلان، مؤكدة رغبته الجامحة في قيادة بلاده للتتويج باللقب الإفريقي الغائب.
اللقب الغائب وتجهيزات المنتخب
رغم مسيرته الاستثنائية في أوروبا، لا يزال لقب كأس أمم إفريقيا الهدف الأكبر الذي لم يتحقق في مسيرة صلاح الدولية. فقد وصل مع المنتخب إلى نهائي البطولة مرتين، عام 2017 وخسر أمام الكاميرون، ومرة أخرى عام 2021 حيث خسر أمام السنغال بركلات الترجيح. وعليه، تبقى نسخة 2025 الفرصة الأهم لتحقيق حلم الملايين.
وقد اختتم صلاح مشاركته الإنجليزية مع ليفربول قبل التوجه للمعسكر، حيث صنع هدفاً حاسماً في مباراة برايتون الأخيرة ضمن الدوري الإنجليزي، ليؤكد جاهزيته الكاملة للتحدي القاري.
انقسام حول توقيت الظهور الإعلاني
على الرغم من الرسالة التحفيزية والإنسانية التي حملها الإعلان، شهدت منصات التواصل الاجتماعي انقساماً حاداً في آراء الجمهور حول توقيت ظهور محمد صلاح في إعلان لإحدى شركات المقاطعة.
فبينما أشاد البعض بتركيز الإعلان على الطموح الرياضي والدعم المعنوي للشباب قبل بطولة كبرى، انتقد آخرون التوقيت، معتبرين أن التعاون غير مناسب، ومطالبين النجم المصري بمراعاة الاعتبارات والقضايا المطروحة جماهيرياً بشكل أكثر حساسية. هذا الانقسام أعاد النقاش حول مسؤولية النجوم العالميين وحدود تأثيرهم خارج الملعب.
يبقى إعلان محمد صلاح قبل كأس أمم إفريقيا 2025 بمثابة وعد شخصي ووطني، ينتظر الجميع أن يترجمه قائد “الفراعنة” على أرض الملعب، لتحويل جملة “لا لسه.. دي مصر” إلى واقع تاريخي.











