أثار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد انتشار مقطع فيديو له وهو يتناول العشاء برفقة عائلته وعائلة صديقه المقرب لويس سواريز، حيث ظهر مرتديًا حذاءً رياضيًا من علامة تجارية منافسة للشركة التي تمثله منذ سنوات طويلة، أديداس. المشهد الذي بدا عفويًا التقطته عدسات الهواتف وانتشر بسرعة على الإنترنت، وأصبح مادة للنقاش بين محبي كرة القدم والمتابعين لعقود الرعاية الخاصة باللاعبين.
في الفيديو المتداول، ظهر ميسي وهو يرتدي حذاءً رياضيًا أبيض اللون من طراز “Out Of Office” الشهير الذي تنتجه علامة الأزياء الرياضية الفاخرة Off-White، وهي ماركة معروفة بمنتجاتها المميزة التي تجمع بين الطابع الرياضي والتصاميم العصرية. المثير للجدل أن الحذاء يشبه من بعيد طراز “Nike Jordan 1″، حيث يمكن الخلط بين تصميم شعار السهم المميز لعلامة Off-White وشعار “Swoosh” الخاص بشركة نايكي، خاصة عند مشاهدة المقطع من مسافة بعيدة أو في مشاهد غير واضحة تمامًا.
هذا التشابه دفع كثيرين للاعتقاد أن ميسي كان يرتدي حذاءً من إنتاج شركة نايكي، المنافسة المباشرة لشركة أديداس، وهو ما أثار انتقادات واسعة على الإنترنت، خصوصًا أن اللاعب يعد الواجهة الأبرز للشركة الألمانية منذ بداية مسيرته الكروية. واعتبر البعض أن ظهور نجم عالمي بحجم ميسي بمنتجات منافسة قد يضر بصورة الشراكة التي تربطه بعقد طويل الأمد مع أديداس، والذي يُعتقد أنه يمتد مدى الحياة.
ورغم موجة الانتقادات، أشار متابعون آخرون إلى أن الأمر ليس جديدًا على النجم الأرجنتيني، إذ شوهد في مناسبات عديدة خلال السنوات الماضية وهو يرتدي منتجات من ماركات عالمية مختلفة بعيدًا عن الملاعب. فقد ظهر في أكثر من مناسبة يرتدي أحذية من “أوف وايت”، بالإضافة إلى ماركات أزياء فاخرة أخرى مثل “غوتشي” و”بالنسياغا”. ويؤكد هؤلاء أن الأمر يدخل في إطار الذوق الشخصي لميسي خارج المستطيل الأخضر، ولا يعني بالضرورة ترويجًا لشركة منافسة.
جدير بالذكر أن عقود الرعاية بين اللاعبين والشركات الرياضية العالمية تشترط غالبًا الالتزام بارتداء منتجات العلامة الراعية داخل الملعب وخلال الأنشطة الرسمية، لكنها لا تتوسع في الكثير من الأحيان لتشمل كل تفاصيل الحياة الخاصة أو الظهور العائلي. ومن هنا، يرى بعض المحللين أن ميسي لم يخالف تعاقده مع أديداس، لاسيما أن الفيديو المنتشر التقط في مناسبة خاصة وغير رسمية.
لكن رغم ذلك، يظل لمثل هذه المواقف أثر على الجماهير، حيث ينظر كثير من المتابعين إلى اختيارات النجوم الكبار باعتبارها رسائل ضمنية أو تلميحات مرتبطة بالموضة والولاء للعلامات التجارية. ومع الشعبية الطاغية التي يحظى بها ميسي، فإن أي ظهور له بمنتجات منافسة يثير بطبيعة الحال نقاشات وجدلًا قد يتجاوز قيمته الفعلية.
وبين الانتقادات والدفاعات، تبقى الحقيقة أن ميسي لاعب عالمي ارتبط اسمه بعلامة أديداس لعقود طويلة، وهو شريك رئيسي لها في العديد من الحملات الإعلانية التي عززت مكانته كلاعب استثنائي وسفير للعلامة الألمانية. ظهور اللاعب في مناسبات خاصة بمنتجات من ماركات أخرى قد يكون مجرد خيار شخصي بعيدًا عن عقود الملاعب، لكنه يفتح دائمًا باب الجدل ويضع الأضواء مجددًا على العلاقة بين كرة القدم وصناعة الأزياء والموضة.
وفي النهاية، يظل ميسي نموذجًا للنجم العالمي الذي تتقاطع حياته الرياضية مع عالم الأزياء والموضة، حيث يتابعه ملايين المعجبين في كل تفاصيله، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه. وبينما يستمر النقاش حول حذائه الأخير، فإن الأمر الأكيد أن ميسي سيظل محط الأنظار مهما ارتدى من علامات تجارية.