في إطار فعاليات الدورة الجديدة من مهرجان الإسكندرية السينمائي، يستعد المخرج والمنتج عبد الرحمن محمد لعرض فيلمه الجديد “استنساخ”، الذي يقوم ببطولته النجم سامح حسين، وذلك يوم 3 أكتوبر المقبل ضمن برنامج المهرجان. ويأتي العمل متسقًا مع محور المهرجان هذا العام، حيث يركز على الذكاء الاصطناعي وما يحمله من فرص وتحديات، وهو الموضوع ذاته الذي يتناوله الفيلم في حبكته الدرامية.
محور المهرجان والذكاء الاصطناعي
يولي مهرجان الإسكندرية السينمائي في نسخته الحالية اهتمامًا خاصًا بالذكاء الاصطناعي، باعتباره من أبرز القضايا التي تشغل العالم في الوقت الراهن. ويأتي فيلم “استنساخ” ليعبر عن هذا التوجه من خلال معالجة سينمائية تطرح أسئلة جوهرية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة الإنسان ومستقبله، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأخلاقية أو حتى الإنسانية.
الفيلم لا يكتفي باستعراض الجوانب التقنية، بل يغوص في عمق العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، مقدمًا رؤية درامية تمزج بين الخيال العلمي والواقع الملموس، الأمر الذي يمنحه طابعًا خاصًا يجمع بين الإثارة والتفكير النقدي.
أبطال الفيلم وفريق العمل
يضم “استنساخ” مجموعة مميزة من النجوم، على رأسهم الفنان سامح حسين الذي يقدم دورًا مختلفًا عن أدواره الكوميدية المعتادة، حيث يخوض تجربة جديدة ذات طابع درامي عميق. وتشاركه البطولة الفنانة هبة مجدي، التي تقدم شخصية محورية تسلط الضوء على الصراعات الإنسانية في ظل عالم افتراضي يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي.
كما يشارك في العمل كل من أحمد صيام، هاجر الشرنوبي، أحمد السلكاوي، ومحمد عز، ليكتمل الطاقم الفني بوجوه قادرة على تقديم أداء متنوع يجمع بين الدراما والخيال.
وعلى مستوى الصناعة، تولى أحمد بجة الإنتاج الفني، فيما أسندت إدارة التصوير إلى محمد دسوقي، بينما أجرى المونتاج أحمد عاطف، وشارك محمد ياسر في مهام التصوير كـ “كاميرا مان”. هذه المنظومة الفنية المتكاملة تعكس حرص فريق العمل على تقديم تجربة بصرية ودرامية متميزة.
قصة العمل ورسائله
تدور أحداث “استنساخ” داخل إطار من الخيال العلمي المرتبط بالواقع الافتراضي، وهو أحد تجليات الذكاء الاصطناعي الذي أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للبشر. يناقش الفيلم انعكاسات هذا التطور على الأفراد، مسلطًا الضوء على السلبيات التي قد تواجه المجتمعات نتيجة الانغماس المفرط في التكنولوجيا.
من خلال الحبكة، يعرض العمل التحديات التي تعترض الإنسان أمام موجات التقدم التكنولوجي السريع، ويطرح تساؤلات حول الحدود الفاصلة بين ما هو واقعي وما هو افتراضي. هذا الطرح يجعل الفيلم مختلفًا عن الأعمال التقليدية، إذ يقدم معالجة جديدة تجمع بين الخيال العلمي والدراما الاجتماعية.
تجربة جديدة للسينما المصرية
يرى متابعون أن فيلم “استنساخ” يمثل إضافة نوعية إلى السينما المصرية، حيث يفتح الباب أمام تناول موضوعات علمية وتقنية من منظور درامي وفني. فالسينما العربية اعتادت في الغالب على القضايا الاجتماعية المباشرة، غير أن هذا العمل يقتحم عوالم جديدة تتصل بالتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الفن في مناقشة القضايا العالمية.
كما أن مشاركة الفيلم في مهرجان الإسكندرية تمنحه مساحة للتفاعل مع جمهور متنوع، سواء من النقاد أو من عشاق السينما، ما قد يفتح المجال أمامه للوصول إلى مهرجانات عربية ودولية أخرى.
بهذا الطرح، يجمع “استنساخ” بين عناصر التشويق والإثارة، وبين المعالجة الفكرية التي تدفع الجمهور إلى التأمل في مستقبل الإنسان في ظل صعود التكنولوجيا. ويظل السؤال الأهم الذي يطرحه الفيلم: إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يظل متحكمًا في مصيره وسط عالم تتزايد فيه هيمنة الذكاء الاصطناعي؟