الصين تكشف عن صاروخها النووي الجديد JL-3 من الغواصات.. نقلة في سباق التسلح البحري

إسلام وليد رزيق6 سبتمبر 2025
 الصين تكشف عن صاروخها النووي JL-3 القادر على تهديد أمريكا
الصين تكشف عن صاروخها النووي JL-3 القادر على تهديد أمريكا

كشفت الصين لأول مرة عن صاروخها الباليستي الجديد “JL-3” الذي يطلق من الغواصات، خلال الاستعراض العسكري التاريخي في العاصمة بكين، في خطوة اعتُبرت تحولًا نوعيًا في منظومة الردع النووي البحري الصينية.

ويعكس الظهور العلني لهذا الصاروخ رسالة واضحة على تصعيد القوة العسكرية لبكين، حيث أصبح بإمكانها استهداف البر الأمريكي مباشرة من أعماق بحر الصين الجنوبي، وهو ما يعزز مكانتها في سباق التسلح النووي العالمي ويغير معادلات التوازن العسكري في المحيطين الهادئ والهندي.

صاروخ JL-3.. جيل جديد من الردع البحري

يمثل “JL-3” الجيل الثالث من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات الصينية، خلفًا لصاروخ “JL-2”. ويتميز بمدى يتراوح بين 9 و12 ألف كيلومتر، ما يجعله قادرًا على استهداف معظم الأراضي الأمريكية دون أن تغادر الغواصات الصينية نطاقاتها الآمنة.
كما تشير تقديرات عسكرية إلى أن الصاروخ يستطيع حمل من 3 إلى 5 رؤوس نووية، إضافة إلى امتلاكه تقنيات متقدمة لاختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية.

تعزيز الردع البحري الصيني

من المقرر أن يعمل الصاروخ على متن غواصات الجيل الحالي Type 094A والجيل القادم Type 096، والتي ستسمح بتنفيذ دوريات استراتيجية طويلة الأمد. ويتوقع أن تشكل غواصات Type 096 نقلة نوعية في القوة البحرية الصينية بفضل قدرتها على حمل ما بين 16 و24 صاروخ JL-3 مع تحسينات كبيرة في التخفي والأداء.

تحول في العقيدة النووية لبكين

على مدى عقود، التزمت الصين بسياسة “الردع الأدنى” المعتمدة على عدد محدود من الصواريخ البرية. لكن الكشف عن “JL-3” بالتزامن مع صاروخ DF-61 العابر للقارات، يشير إلى انتقال بكين نحو استراتيجية “الضربة الثانية” المؤكدة، ما يضمن لها القدرة على الرد النووي حتى في حال استهداف ترسانتها البرية.

تهديد مضاعف للولايات المتحدة

وفق خبراء عسكريين أمريكيين، يشكل “JL-3” تحديًا مزدوجًا، إذ يسمح مداه البعيد للغواصات الصينية بالبقاء في مناطق آمنة نسبيًا بعيدًا عن نشاطات البحرية الأمريكية، إضافة إلى قدرته على حمل عدة رؤوس نووية MIRV، وهو ما يرهق أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المصممة للتعامل مع تهديدات أقل تعقيدًا.

سباق تسلح بحري متسارع

يمتلك الأسطول الصيني نحو 80 غواصة، بينها 6 غواصات صاروخية استراتيجية من طراز 094/094A، إلى جانب غواصات نووية وهجومية ديزل حديثة. ورغم أن غواصات الصين لا تزال أقل هدوءًا من نظيراتها الأمريكية (أوهايو) أو الروسية (بوري)، إلا أن التطوير السريع يقلّص الفجوة بشكل متزايد.

رسالة استراتيجية

لم يكن الإعلان عن “JL-3” مجرد استعراض عسكري، بل رسالة ردع نووي صريحة بأن بكين باتت تقترب من مستوى الولايات المتحدة وروسيا في هذا المجال. ويضع هذا التطور واشنطن وحلفاءها أمام تحديات جديدة تتعلق بتعزيز قدراتهم في الحرب المضادة للغواصات وتوسيع شبكات المراقبة البحرية.

ومع دخول “JL-3” الخدمة، تفتح الصين فصلًا جديدًا من سباق التسلح النووي البحري، ليصبح المحيط ساحة مركزية لصراع الردع بين القوى الكبرى.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق