كشفت تقارير إعلامية متطابقة عن تحركات أميركية جديدة تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة مع إيران حول برنامجها النووي، عبر تقديم ما وصف بـ”عرض الفرصة الأخيرة”، وسط تصاعد التوترات في المنطقة واشتداد المواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل.
ونقلت قناة “i24” الإسرائيلية عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب بصدد تقديم عرض جديد لطهران خلال الأيام المقبلة، يحمل تغييرات طفيفة مقارنة بالمبادرات السابقة، لكنه يتمسك بالمبادئ الأساسية لواشنطن، وعلى رأسها: “لا تخصيب، ولا برنامج نووي”.
عرض معدل ولكن بشروط ثابتة
وأوضح المصدر الأميركي أن العرض الجديد قد يكون محسّنًا من حيث الشكل أو الشروط الثانوية، لإعطاء الإيرانيين “شعورًا أفضل”، لكنه لن يتراجع عن الثوابت الأميركية المتعلقة بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم أو تطوير قدرات نووية.
وأضاف أن “إسرائيل حالياً خارج دائرة التفاوض”، مشيرًا إلى أن المحادثات تجري بشكل غير مباشر بين واشنطن وطهران عبر وسطاء إقليميين، في إشارة إلى دول خليجية مثل قطر والسعودية وسلطنة عمان.
طهران تبحث عن وساطة خليجية
في السياق ذاته، أفادت تقارير من وول ستريت جورنال ووكالة رويترز أن إيران طلبت عبر قنوات دبلوماسية غير مباشرة من دول الخليج الضغط على إدارة ترامب لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، مقابل إبداء طهران مرونة أكبر في المفاوضات النووية.
ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن السلطات الإيرانية طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان إبلاغ واشنطن باستعدادها لتقديم تنازلات في الملف النووي بشرط التهدئة في غزة والمنطقة.
موقف طهران: الحرب لم تبدأ منّا
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن بلاده لم تبدأ الحرب، لكنها “مستعدة للقتال حتى اللحظة الأخيرة”، مؤكّدًا أن اتصالًا هاتفيًا واحدًا من البيت الأبيض كفيل بوقف النزاع وفتح الباب مجددًا أمام الحلول الدبلوماسية.
ترامب يرد: “كان عليهم التحدث منذ زمن”
وفي تعليق على هذه التحركات، قال ترامب خلال قمة مجموعة السبع في كندا إن الإيرانيين يريدون التفاوض، لكنهم تأخروا كثيرًا. وأضاف:
“منحتهم 60 يومًا، وفي اليوم 61 قلت: لا توجد صفقة. عليهم أن يتحدثوا قبل فوات الأوان”.
واختتم ترامب بالقول إن الوضع مؤلم للطرفين، لكنه يعتقد أن “إيران لا تنتصر في هذه الحرب”، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب الإيرانيين.