بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في مشهد ملهم يعكس روح التواصل الإنساني والوعي الذاتي، تُنظّم الأستاذة عبير عبدالرحمن، المهندسة المصرية واللايف كوتش المعتمدة، فعالية إستثنائية بعنوان “لتعارفوا” يوم 8 نوفمبر المقبل في زهراء المعادي، احتفالاً بمرور عام على انطلاق الكوميونيتي الذي يحمل الاسم نفسه، والذي أصبح مساحة آمنة ومُلهمة لكل فتاة تبحث عن صداقة حقيقية وبيئة خالية من الأحكام.
تُعد عبير عبدالرحمن نموذجًا فريدًا للمرأة المصرية الطموحة التي جمعت بين العلم والخبرة الإنسانية. فهي حاصلة على بكالوريوس هندسة قسم اتصالات من جامعة القاهرة، كما درست وتعمقت في مجالات تطوير الذات والعلاج النفسي الإيجابي، وحصلت على شهادة معتمدة من الاتحاد الدولي للكوتشينج (ICF) بدرجة PCC، وهي من أعلى درجات الاعتماد المهني في هذا المجال.
ولأن شغفها بالبشر لا يقل عن شغفها بالعلم، فقد درست علم النفس الإيجابي وحصلت على شهادة معتمدة في Positive Psychology Coaching، بالإضافة إلى دراستها برنامج Post Traumatic Growth Mentor المتخصص في مساعدة الأفراد على التعافي والنمو بعد الصدمات، وكذلك برنامج Somatic & Neuro-Healing Practitioner الذي يدمج بين علم الأعصاب والجسد لتحقيق الشفاء الذاتي.
ولم تتوقف مسيرتها عند العلوم الحديثة فقط، بل جمعت بين الأصالة والمعرفة الروحية، حيث حصلت على بكالوريوس في دراسة القرآن وعلومه، لتخلق بذلك مزيجًا فريدًا بين العلم الحديث والحكمة الروحية، بين التقنية والإنسان.
على مدار ست سنوات من العمل المتواصل، جمعت عبير أكثر من 1300 ساعة جلسات فردية (One to One Sessions)، ساعدت خلالها مئات الفتيات والسيدات على التعافي، وفهم ذواتهن، وتطوير علاقات صحية مع أنفسهن ومع الآخرين. من هذا الشغف الإنساني، وُلدت فكرة “لتعارفوا”.
وبلقاء خاص معها صرحت عن إختيار الاسم:
“الاسم جاي من الآية الكريمة «وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا». لأن وسط دوامة الحياة، كلنا بقينا مشغولين جدًا، يا إما اتسحبنا من الصداقة بسبب الظروف، يا إما اتفرقنا عن أصحابنا بطريقة أو بأخرى، ووصلنا لمرحلة مش عارفين نرجع نعمل دا من جديد.”
ومن هذا الشعور الإنساني العميق، أطلقت قبل عام مبادرة “لتعارفوا” لتكون مساحة آمنة بلا أحكام، حيث يمكن لكل فتاة أن تكون على طبيعتها، تتكلم بحرية، وتضحك، وتبني صداقات حقيقية مبنية على القبول والدعم. هذه المبادرة ليست مجرد لقاءات، بل رحلة تعارف مع الذات قبل الآخرين.
أما الفعالية الجديدة المنتظرة، فهي الميجا إيفنت الأول من نوعه للكوميونيتي، ويُقام في حديقة مفتوحة وسط الطبيعة في زهراء المعادي، لتكون البيئة مثالية للراحة النفسية والتواصل الإنساني. ويهدف اليوم إلى جمع أكبر عدد من الفتيات والسيدات اللواتي يبحثن عن صحبة طيبة وتجارب إنسانية صادقة، مع أنشطة متنوعة وفعاليات مفاجئة، تحتفي بمرور عام على تأسيس الكوميونيتي.
وتؤكد أن هذا الحدث ليس مجرد تجمع اجتماعي، بل خطوة جديدة في رحلة التعافي الجماعي والتواصل الحقيقي، قائلة:
“الهدف مش بس إننا نعمل صحاب، لكن كمان نعرف نفسنا أكتر، نسمع بعض من غير أحكام، ونفكر سوا إزاي نعيش بحب ووعي واتصال.”
في زمن أصبح فيه التواصل الافتراضي طاغيًا، تأتي مبادرة “لتعارفوا” لتعيد المعنى الإنساني الحقيقي للعلاقات. وسط الشجر والطبيعة والضحك الصادق، تأمل عبير عبدالرحمن أن يجد كل من يحضر في هذا اليوم ما فقده: دفء الصداقة، وسلام النفس، وشعور الانتماء.
إنه ليس مجرد إيفنت، بل رسالة حياة تدعو كل بنت وسيدة أن تتوقف قليلًا، وتتعرف من جديد على نفسها وعلى الآخرين — لتعارفوا… فتتواصل الأرواح قبل الكلمات.
https://www.facebook.com/AALifeCoach
https://instagram.com/abeerabdelrahman
