قال الإعلامي مصطفى بكري إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة أو محاولة لتصفية عدد من قيادات حركة حماس، بل شكّل زلزالًا سياسيًا ورسالة مباشرة إلى عدة عواصم عربية وإقليمية، مؤكدًا أن تداعياته تمس النظام الإقليمي بأكمله وتمتد إلى الساحة الدولية.
وخلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» عبر قناة صدى البلد، أوضح بكري أن العملية تجاوزت حدود استهداف شخصيات بعينها، لتصيب في العمق شبكة المصالح التي تربط قطر بعواصم غربية كبرى، خاصة في ظل دورها المحوري في تجارة الغاز الطبيعي المسال عالميًا بعد أزمة الغاز الروسي. واعتبر أن أي ضربة توجه إلى الدوحة تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الاقتصادية الدولية، خصوصًا الأوروبية.
وأشار الإعلامي إلى ازدواجية الموقف الأمريكي من الهجوم، حيث بدت تصريحات البيت الأبيض متناقضة بين النفي والتبرير، في إشارة إلى أن واشنطن لم تعد تلتزم بحماية حتى أقرب حلفائها. وهو ما اعتبره بداية لانهيار ما يُعرف بالمظلة الأمنية الأمريكية التي وفرت غطاءً استراتيجيًا للمنطقة لعقود طويلة.
وأكد بكري أن ما جرى يعكس رسالة إسرائيلية واضحة بأنها قادرة على الوصول إلى أي عاصمة عربية دون ردع فعلي، مما يضع النظام الإقليمي أمام مرحلة جديدة من الصراع وعدم الاستقرار، ويفرض على دول المنطقة إعادة النظر في حساباتها الأمنية والسياسية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الضربة ليست موجهة لحماس فقط، بل جاءت لتعزيز صورة الردع داخليًا في إسرائيل، ولتغيير موازين التحالفات خارجيًا، مشددًا على أن الأيام المقبلة ستكشف عن حجم التحولات التي قد يفرضها هذا التطور الخطير على الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية.











