مقالات
ارتفاع عدد عمليات هدم المنازل بشكل ذاتي في القدس الشرقية
في إطار التوجه المستمر بالهدم الذاتي للمنازل، شهد الأسبوع الماضي هدم العديد من المنازل في محيط الأحياء في القدس الشرقية، وفي حين كانت هناك عدة حالات هدم نفذتها السلطات، إلا أن معظم الحالات لجأت إلى هدم المنازل ذاتياً لتجنب دفع غرامة هدم عالية بشكل خاص.
فعلى سبيل المثال، أُجبر أحد سكان عين اللوزة في سلوان على دفع غرامة قدرها نصف مليون شيكل، لرفضه هدم منزله بشكل ذاتي، وفي حالة أخرى، وردت أنباء عن هدم سقف مرتجل تم بناؤه بالإضافة إلى منزل في الطور، بعد اكتشاف أنه تم بناؤه بدون التصاريح المطلوبة.
وكما تعلمون، مع تزايد هذه الظاهرة، يتم إجراء العديد من المكالمات إلى المحامين في الجزء الشرقي من المدينة حيث يبحث الناس عن المشورة المناسبة حول كيفية التعامل مع هذه القضية.
حيث قال أحد المحامين من سلوان: “لقد تلقيت مؤخراً العديد من الاتصالات الهاتفية من أشخاص يسألونني عن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الظاهرة.
وفي حين يجب فحص كل حالة على حدة، هناك أمران أوصي بهما. الأول هو الحصول على تراخيص البناء من البلدية حيثما أمكن لتجنب مثل هذه المواقف في المقام الأول. ثانياً، إذا وصل شخص ما بالفعل إلى حالة لا يوجد لديه خيار فيها، فأنا أوصي دائمًا بتنفيذ التدمير الذاتي، لتجنب دفع غرامة التدمير الضخمة.
هذا أقل ما يمكن للشخص فعله لتسهيل الأمر على نفسه”.
وفي الثاني من يوليو الماضي، هدم الفلسطيني حمدي فرقان بنفسه منزله في جنوب القدس الشرقية المحتلة بعد أن وضعته بلدية القدس أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يهدم هو البناء الذي عدّته المحكمة غير قانوني، أو تقوم البلدية بذلك على نفقته.
ويلجأ عدد كبير من الفلسطينيين إلى بناء منازل أو محال تجارية وغيرها من المنشآت على أراضيهم في القدس الشرقية من دون الحصول على ترخيص من البلدية الإسرائيلية التي يتهمونها بالمماطلة في إعطاء التراخيص أو رفض إعطائها مطلقاً بحجج مختلفة.
بينما تقول البلدية إن هذه الأبنية تفتقر إلى معايير البناء القانونية.
ويقول حمدي 43 عاماً، وهو عامل: تقدمت بطلب للبلدية للحصول على ترخيص لكن لم أستطع الانتظار، فأقدم على بناء منزله رغم ذلك.
ويضيف: «دفعت نحو 75 ألف شيكل (قرابة 22 ألف دولار) للمحامي ولمسح الأرض، لكن قرار المحكمة أكد الهدم»، وفقاً لما ذكرته إحدى وكالات الأنباء الدولية.
وكان فرقان قد صرف كل مدخراته على المنزل الذي بلغت مساحته 135 متراً مربعاً، وكلّفه نحو 800 ألف شيكل، ويسكن اليوم مع عائلته في بيت يدفع بدل إيجاره 2800 شيكل شهرياً، ويقول بحسرة وهو يقف على حطام منزله: «الهدم باليد صعب جداً، أمضيت أربع سنوات وأنا أجهّز المنزل لكنه أفضل من الهدم بحكم محكمة مع دفع غرامات طائلة.