في تطور مالي بارز يُعد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، أعلنت شركة تريد ويب (Tradeweb Markets Inc.) الأمريكية عن إطلاق أول نظام إلكتروني منظم لتداول السندات المحلية في المملكة. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تعزيز سوق الدخل الثابت في البلاد وتوسيع قاعدة المستثمرين الدوليين.
صفقات تاريخية بمشاركة عمالقة التمويل
شهدت المنصة الجديدة أولى تعاملاتها بمشاركة أسماء عملاقة في عالم التمويل العالمي، حيث نفذت شركات بلاك روك (BlackRock Inc.)، وجولدمان ساكس (Goldman Sachs Group Inc.)، وبي إن بي باريبا (BNP Paribas SA) أولى الصفقات الرسمية للسندات المقومة بـ الريال السعودي.
تأتي هذه المنصة بعد حصولها على ترخيص من هيئة السوق المالية السعودية (CMA) لتداول الصكوك الإسلامية والسندات المقومة بالريال، ما يؤكد نضوج السوق المالي السعودي واستعداده لاستقبال تدفقات أجنبية أوسع ضمن رؤية المملكة 2030.
إصلاحات شاملة لتحويل أسواق الدين
يُعد هذا الإطلاق جزءاً من سلسلة إصلاحات تقودها المملكة لتطوير أسواق الدين وجعلها مصدراً رئيسياً لتمويل المشاريع العملاقة ضمن خطة التحول الاقتصادي، مثل: “نيوم” و”القدية” و”البحر الأحمر“.
تسعى السعودية من خلال رقمنة وتطوير سوق السندات إلى:
- تخفيف الاعتماد على العائدات النفطية.
- فتح الباب أمام مشاركة أكبر من المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المحلي.
- رفع القيود التي تحد من مشاركة الأجانب في الأسهم المدرجة، في خطوة لتعزيز مكانة المملكة كمركز مالي إقليمي.
دور حيوي لتمويل العجز والمشاريع العملاقة
تزايدت أهمية جذب الاستثمارات الأجنبية إلى أسواق المال السعودية مع اتساع العجز في الموازنة نتيجة ارتفاع الإنفاق الحكومي وتراجع الإيرادات النفطية. ومن المتوقع أن تلعب أدوات الدين (كالسندات والصكوك) دوراً محورياً في:
- تمويل مشاريع التنويع الاقتصادي.
- ضمان استمرارية السيولة في السوق، خاصة مع تباطؤ نمو الإقراض في البنوك المحلية.
الترقب العالمي والإدراج في المؤشرات
جذبت الإصلاحات السعودية اهتماماً عالمياً، حيث أدرجت جي بي مورجان تشيس (JPMorgan Chase & Co.) السعودية ضمن قائمة المراقبة تمهيداً لاحتمال إدراجها في مؤشرها الرئيسي لسندات الأسواق الناشئة، وهو ما قد يؤدي إلى تدفقات أجنبية أولية تتجاوز 5 مليارات دولار.
ويُعد دخول “تريد ويب”، وهي واحدة من أبرز الشركات العالمية في التداول الإلكتروني للسندات والمملوكة جزئياً لـ مجموعة بورصة لندن (LSEG)، نقلة نوعية في رقمنة تداول أدوات الدين داخل المملكة، مما يعزز شفافيتها وفعاليتها بما يتماشى مع المعايير الدولية.