
في خطوة جديدة تعكس تصاعد ثقة رؤوس الأموال الخليجية في الاقتصاد المصري، كشف السفير القطري في القاهرة، طارق بن علي الأنصاري، عن استعداد شركة الديار القطرية لإطلاق مشروع سياحي عملاق على ساحل البحر الأحمر، بالتعاون مع العلامة الفندقية العالمية سانت ريجيس.
استثمارات قطرية على خط المنافسة
السفير القطري أوضح أن شركة الديار تمتلك نحو 29 مليون متر مربع من الأراضي الواقعة بين خليجي مكادي وسوما باي، حصلت عليها منذ عام 2006 من الهيئة العامة للتنمية السياحية لإقامة مشروع ضخم لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
وأضاف أن المفاوضات جارية مع الحكومة المصرية لإحياء المشروع، على أن يكون ضمن مظلة سانت ريجيس العالمية، مؤكداً أن التخصيص ما زال سارياً ولم يُسحب من الشركة القطرية، في ظل التزامها بتقديم مخطط عام وبرنامج زمني للتنفيذ.
البحر الأحمر.. وجهة خليجية للاستثمارات العملاقة
المنافسة لا تقتصر على الجانب القطري فقط، إذ تشهد المنطقة نفسها إطلاق مشروع “مراسي ريد”، وهو استثمار إماراتي سعودي ضخم على مساحة 2400 فدان بخليج سوما، باستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار.
هذا المشروع، الذي ينفذ عبر شراكة بين إعمار الإماراتية وسيتي ستارز السعودية، يضم مدينة سياحية متكاملة تشمل 12 فندقاً عالمياً ومراسي دولية لليخوت، ليصبح أحد أبرز المقاصد السياحية العالمية.
فرص عمل وتنمية متواصلة
رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أكد خلال توقيع اتفاقية “مراسي ريد” أن المشروع وحده سيوفر أكثر من 150 ألف فرصة عمل، مشيراً إلى أن البحر الأحمر مقبل على تحول استراتيجي إلى وجهة سياحية عالمية طوال العام.
كما شدد مدبولي على أن تزايد حجم الاستثمارات الخليجية يعكس ثقة راسخة في الاقتصاد المصري، ويؤكد أن مصر باتت بيئة جاذبة للمشروعات السياحية العملاقة.
رسائل قطرية حول السوق العقارية
في تصريحاته، لفت السفير القطري إلى أن السوق العقارية المصرية مرشحة لمستقبل مشرق مع تزايد اهتمام المستثمرين العرب، مشيراً إلى وجود وفد قطري يضم رجال أعمال وهيئة التنظيم العقاري في القاهرة حالياً لبحث التعاون ونقل الخبرات.
وأضاف أن الاستثمارات القطرية تأتي في إطار تنفيذ حزمة 7.5 مليار دولار أعلنتها اللجنة العليا المصرية القطرية مؤخراً في مدينة العلمين الجديدة.
الديار القطرية.. حضور متنامٍ في مصر
شركة الديار القطرية تُعد من أبرز المستثمرين العقاريين في مصر، إذ تمتلك نحو 40 مليون متر مربع من الأراضي، منها مشروع “سيتي” بالقاهرة الجديدة على مساحة 8.5 مليون متر مربع. كما تضع خططاً توسعية في الساحل الشمالي والبحر الأحمر لتنافس كبرى الشركات الخليجية في مجال التطوير السياحي والعقاري.
البحر الأحمر.. مركز التقاء الاستثمارات الخليجية
تؤكد المؤشرات أن البحر الأحمر يتحول تدريجياً إلى مركز جذب رئيسي لرؤوس الأموال الخليجية، حيث تتلاقى الاستثمارات القطرية والإماراتية والسعودية في مشروعات سياحية كبرى ستسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.
ويرى خبراء أن هذه المنافسة الاستثمارية الإيجابية ستؤدي إلى رفع مستوى الخدمات السياحية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق والمنتجعات، فضلاً عن دعم البنية التحتية وتوفير فرص عمل ضخمة للمصريين.
ثقة متبادلة ومستقبل واعد
الخطوات القطرية، ممثلة في شركة الديار، تأتي بالتوازي مع استثمارات الإمارات والسعودية، ما يعكس مرحلة جديدة من الثقة المتبادلة بين مصر والمستثمرين الخليجيين. هذه الثقة تضع الاقتصاد المصري في موقع متقدم على صعيد الجذب السياحي والعقاري، وتؤكد أن البحر الأحمر سيكون خلال السنوات المقبلة مسرحاً لمنافسة خليجية قوية تصب في مصلحة مصر.