أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن خطة لشراء طائرتي تزويد بالوقود جوي من طراز “بوينج KC-46 بيجاسوس”، في صفقة تبلغ قيمتها 500 مليون دولار بتمويل كامل من المساعدات العسكرية الأمريكية، في خطوة تعكس أبعادًا استراتيجية واضحة وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
تأتي هذه الصفقة في إطار تعزيز قدرات سلاح الجو الإسرائيلي على تنفيذ عمليات بعيدة المدى، لا سيما تجاه العمق الإيراني، حيث يُنظر إليها كعنصر رئيسي في دعم المقاتلات مثل F-35I وF-15 على توسيع نطاق عملها وزيادة فترة بقائها في الجو.
طائرات KC-46 تمثل أحدث ما أنتجته الولايات المتحدة في مجال التزود بالوقود جوًا، إذ تضم أنظمة تزويد متعددة وتقنيات إلكترونية متطورة، بالإضافة إلى قدرات دفاعية وحمولة شحن. وبإضافة طائرتين جديدتين إلى الأسطول الحالي المكوّن من أربع طائرات، سيرتفع العدد إلى ست طائرات، ما يمنح إسرائيل مرونة استراتيجية أكبر مقارنة بأسطولها القديم من طائرات بوينج 707 المعدلة.
الصفقة، التي تنتظر موافقة اللجنة الوزارية للمشتريات الدفاعية في إسرائيل قبل توقيع العقد النهائي مع واشنطن، تشمل إدخال تعديلات خاصة تلبي الاحتياجات العملياتية الإسرائيلية. وتأتي بعد الحرب الجوية التي خاضتها إسرائيل ضد إيران في يونيو الماضي واستمرت 11 يومًا، والتي أبرزت أهمية التزود بالوقود في الحفاظ على وتيرة الطلعات الجوية.
من الناحية الاستراتيجية، تسعى تل أبيب من خلال هذه الخطوة إلى تأمين ذراع جوية طويلة المدى تتيح لها تنفيذ ضربات ضد أهداف حيوية داخل إيران، مع تعزيز قدراتها على الاستطلاع والسيطرة الجوية. كما أن تمويل الصفقة بالكامل من المساعدات الأمريكية يعكس عمق الدعم العسكري والسياسي الذي تحظى به إسرائيل من واشنطن، ويؤكد استمرار التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوقها النوعي في المنطقة.
إضافة الطائرتين الجديدتين تشكّل مضاعف قوة لسلاح الجو الإسرائيلي، ما يمنحه القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة أو تنفيذ ضربات دقيقة وواسعة النطاق، الأمر الذي يزيد من فعالية الردع الإسرائيلي ويعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.











