محمد جميل محمد حسن… حين يلتقي التسويق بروح الثقافة
في زمن يطغى فيه التسويق الرقمي على كل تفاصيل حياتنا، حيث تتنافس العلامات التجارية على لفت انتباه المستهلك في سباق محموم من الإعلانات والعروض، يخرج من قلب صعيد مصر صوت شاب مختلف، يؤمن أن التسويق لا يُقاس فقط بالأرقام ولا يقتصر على استراتيجيات البيع، بل هو قبل كل شيء حوار إنساني وثقافي عميق.
محمد جميل محمد حسن لا يرى المستهلك كرقم في تقرير مبيعات، بل كإنسان يحمل تاريخًا وثقافة وعادات تشكل قراراته وسلوكياته اليومية. لذلك جاءت كتاباته لتكون جسرًا يربط بين عالم التجارة وعالم الثقافة، بين المعادلات الاقتصادية والقصص الإنسانية. بأسلوبه السلس والعميق في آن واحد، استطاع أن يجمع بين قاعات المحاضرات الأكاديمية وصفحات الكتب التي تمزج الفكر بالواقع، ليقدّم رؤى جديدة تُعيد تعريف التسويق في السياق العربي، وتضعه في قلب الحياة الاجتماعية لا على هامشها..
من أسيوط إلى موسكو… رحلة فكرية بلا حدود
وُلد محمد جميل محمد حسن عام 1995 في محافظة أسيوط، وسط بيئة مشبعة بالقيم والتقاليد، الأمر الذي شكّل وعيه المبكر وأعطاه منظورًا واسعًا لفهم الناس وسلوكياتهم. تخرج في كلية التجارة بجامعة أسيوط عام 2017، متخصصًا في إدارة الأعمال، ثم نال درجة الماجستير عام 2022 بأطروحة تناولت “دور التسويق الإلكتروني في تحقيق الميزة التنافسية”. واليوم، يواصل بحثه الأكاديمي لنيل الدكتوراه في الجامعة المالية التابعة لحكومة روسيا الاتحادية بموسكو.
فلسفة ترى ما وراء السوق
بالنسبة للكاتب محمد جميل محمد حسن، هو لا ينظر إلى نفسه كمجرّد مؤلف لكتب عن التسويق والثقافة، بل كصاحب رسالة فكرية تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين السوق والإنسان. يرى أن الكاتب الحقيقي لا يكتفي بجمع المعلومات أو عرضها، بل يطرح أسئلة أعمق عن تأثير تلك المعلومات على وعي الناس وحياتهم اليومية.
محمد جميل ينتمي إلى جيل جديد من المؤلفين العرب الذين يحاولون كسر الحواجز بين التخصصات، فيمزج بين الاقتصاد، وعلم الاجتماع، والتاريخ الثقافي، ليصنع محتوى يعبر عن الواقع بلغة مفهومة لكل قارئ، سواء كان أكاديميًا أو مهتمًا بالشأن العام. في مؤلفاته، يتنقل القارئ من صفحات مليئة بالتحليل العلمي إلى سطور مشبعة بروح الحكاية، حيث الأمثلة الحية والقصص الواقعية التي تمنح الأفكار حياة ملموسة.
هذا المزج بين الصرامة الأكاديمية واللمسة الإنسانية هو ما منح الكاتب مكانة خاصة بين القراء، وجعل أعماله لا تُقرأ فقط في مكاتب الشركات أو قاعات المحاضرات، بل أيضًا على المقاهي، وفي مكتبات الهواة، وحتى في أيدي من لا يعرفون عن التسويق إلا اسمه، لكنهم يجدون في كتبه حكاية قريبة منهم..
مؤلفات تجمع المتعة والمعرفة
عادات حول العالم
ليس مجرد كتاب يوثق العادات والتقاليد، بل هو رحلة فكرية وجغرافية يتنقل فيها القارئ بين قارات ودول مختلفة، ليكتشف كيف يمكن لتفاصيل الحياة اليومية، من الأطعمة إلى طرق الاحتفال، أن تحدد سلوك المستهلك وتوجه قراراته الشرائية. يقدّم المؤلف أمثلة واقعية وتحليلات دقيقة، توضح كيف تستطيع الشركات استثمار الفهم العميق لثقافات الشعوب في صياغة رسائل تسويقية أكثر تأثيرًا.
قلعة التسويق الحديث
يُشبه حصنًا معرفيًا متينًا يجمع بين النظريات التسويقية الكلاسيكية وأحدث التطبيقات العملية في العصر الرقمي. يتناول الكتاب استراتيجيات التسويق الإلكتروني، وأدوات التحليل الرقمي، وأساليب بناء العلامة التجارية في بيئة تنافسية متسارعة. يتميز بأسلوب يجمع بين التوثيق العلمي والنصائح العملية القابلة للتطبيق فورًا.
رحلة في عالم التسويق
مدخل تدريجي مصمم ليرافق القارئ خطوة بخطوة في فهم أركان التسويق بأنواعه المختلفة، من التقليدي إلى الرقمي، مرورًا بالتسويق الشخصي والرياضي. يثري الكتاب محتواه بأمثلة واقعية وقصص نجاح ملهمة، ليكون مرجعًا مرنًا يصلح للمبتدئين الذين يبحثون عن الأساسيات، والمحترفين الراغبين في تطوير مهاراتهم.
دول فوق القمة
تحليل معمق يفتح نافذة على التجارب الاقتصادية للدول التي استطاعت أن تحتل الصدارة عالميًا. يسلط الضوء على دور التعليم، والابتكار، والحوكمة الرشيدة في صنع هذه المكانة، ويقارنها بواقع الدول النامية. بأسلوب جريء، يطرح المؤلف رؤى وإجابات عن سؤال: ما الذي يجعل بعض الأمم تتقدم بخطى ثابتة بينما تتعثر أخرى؟.
تأثير يتجاوز الصفحات
لا يكتب محمد جميل من أجل المعلومة فقط، بل ليبني جسورًا ثقافية تربط القراء العرب بالعالم. من أسيوط إلى موسكو، يحمل فكرًا يسعى إلى دمج الأصالة بالمعاصرة، وإلى تقديم محتوى عربي يواكب تطورات العصر دون أن يتخلى عن جذوره.