تُعد القوة الجوية من أبرز عناصر الردع العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشكل أداة استراتيجية حاسمة في أي مواجهة محتملة. وتبرز المقارنة بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الإسرائيلية كواحدة من أكثر المقارنات تعقيدًا، نظرًا للاختلاف الكبير في مصادر التسليح والعقيدة القتالية.
ورغم تفوّق إسرائيل التكنولوجي، فإن مصر تتفوّق عددياً من حيث إجمالي عدد الطائرات. فبحسب تصنيف Global Firepower لعام 2025، تحتل القوات الجوية المصرية المرتبة الثامنة عالمياً بعدد 1093 طائرة، بينما يأتي سلاح الجو الإسرائيلي في المركز السادس عشر بـ611 طائرة فقط.
على صعيد المقاتلات، تمتلك مصر 238 طائرة، بينها طرازات F-16، ميج 29، ورافال، في حين تمتلك إسرائيل 240 مقاتلة من طرازات F-35، F-15، وF-16، وهي نسخ معدّلة خصيصًا وفق الاحتياجات الإسرائيلية، ما يمنحها تفوقًا نوعيًا رغم الفارق العددي المحدود.
وفي مجال المروحيات، تمتلك مصر 348 طائرة هليكوبتر منها 100 مروحية هجومية، مقارنة بـ147 لدى إسرائيل تشمل 48 مروحية أباتشي هجومية. ويتضح من ذلك تنوع وقدرة مصر على تغطية المهام الجوية المختلفة بشكل أوسع.
ورغم أن إسرائيل تستند إلى تكنولوجيا متطورة وتكامل بين الطائرات والأنظمة الأرضية، إلا أن مصر تسعى لتقليل الاعتماد على مصدر واحد عبر تنويع صفقات التسليح من روسيا وفرنسا بجانب الولايات المتحدة، مما يعزز مرونتها القتالية.
لكن يظل الطيار هو العنصر الفارق. فالطيار المصري يمتاز بتاريخ طويل من الكفاءة والانضباط، وقدرة على تشغيل طرازات متنوعة من الطائرات باحترافية عالية، مما يمنح سلاح الجو المصري قوة بشرية لا تقل أهمية عن أي سلاح متطور.
وفي النهاية، تبقى معادلة التفوّق الجوي بين مصر وإسرائيل مفتوحة على احتمالات عديدة، تحكمها التوازنات بين الكمّ والكيف، وبين الآلة والعقل البشري الذي يديرها.
