في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وبين أروقة كليات القمة ودفاتر الطب وألوان اللوحات، بزغ نجم فريد من نوعه، جمع بين مهارتين قلّما اجتمعتا في شخص واحد: دقة طبيب الأسنان، وإبداع الفنان التشكيلي. إنه الدكتور عبدالرحمن إبراهيم، الحاصل على بكالوريوس طب الفم والأسنان، وأحد الوجوه اللامعة في سماء الفن والطب على حد سواء.
منذ سنوات دراسته الأولى، لم يكن عبدالرحمن مجرد طالب طب تقليدي، بل كان يحمل في قلبه عشقًا قديمًا للفن، وترجمة صادقة لكل ما يشعر به إلى لوحات تنطق بالحياة. وعلى الرغم من انشغاله بالدراسة والالتزامات الطبية، لم يتخلَّ يومًا عن فرشاته وألوانه، بل جعل منها ملاذًا ووسيلة للتعبير، وجسرًا يصل بينه وبين الناس.
يؤمن الدكتور عبدالرحمن بأن الطب رسالة سامية تسعى إلى تخفيف الألم عن الناس، وأن الفن رسالة لا تقل أهمية، إذ تسعى لتجميل الواقع وبث الأمل في النفوس. ولهذا، لم يرَ يومًا أن هناك تعارضًا بين المهنة والهواية، بل استطاع أن يصنع تناغمًا فريدًا بينهما، حتى أصبحت عيادته لوحة فنية بحد ذاتها، يستشعر فيها المريض الراحة النفسية قبل أن يبدأ العلاج.
في إحدى حواراته، قال الدكتور عبدالرحمن: “أؤمن أن الجمال لا يقتصر على الأسنان البيضاء والابتسامة المتناسقة، بل يمتد إلى ما هو أعمق… إلى الروح، وإلى كل ما يُدخل البهجة إلى القلب.” هذه الفلسفة كانت المحرك الرئيسي في كل خطوة من خطواته، سواء داخل عيادته أو داخل مرسمه.
لوحات الدكتور عبدالرحمن تحمل توقيعًا خاصًا لا تخطئه العين. فهو لا يرسم لمجرد العرض، بل يروي قصصًا من الحياة، ويجسد مشاعر وأفكارًا تعكس تجاربه الطبية والإنسانية. ستجد في لوحاته مريضًا شُفي، وطبيبًا يسهر على راحة الناس، وطفلًا يبتسم بأمل، وامرأة تقاوم الألم بابتسامة.
وقد شارك في عدد من المعارض الفنية المحلية، ونالت أعماله إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، لما تحمله من صدق وعمق وإحساس. كما دُعي للمشاركة في فعاليات تربط بين الفن والطب، كان أبرزها ندوة بعنوان “الفن كأداة شفاء”، تحدث فيها عن التأثير الإيجابي للفن على الصحة النفسية والجسدية.
لم يكتفِ بكونه طبيبًا ناجحًا وفنانًا موهوبًا، بل أصبح مصدر إلهام لعدد كبير من الشباب، خاصة أولئك الذين يعتقدون أن التخصص العلمي يمنعهم من ممارسة شغفهم. فمن خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يشارك متابعيه تجربته، وينشر نصائحه، ويعرض بعضًا من لوحاته، إلى جانب فيديوهات طبية توعوية بأسلوب بسيط وجذاب.
وقد أصبح حديث الكثيرين من طلاب الطب والفن على حد سواء، لأنه برهن عمليًا أن النجاح لا يُقاس بعدد الساعات التي نقضيها في الدراسة فقط، بل أيضًا بمدى قدرتنا على الحفاظ على شغفنا وهويتنا وسط زحام الحياة.
يمثل الدكتور عبدالرحمن إبراهيم نموذجًا مشرفًا لشباب القاهرة، بل لمصر بأكملها. فهو يجمع بين العقل والقلب، بين الدقة العلمية والإحساس الفني، بين الشفاء الجسدي والتغذية الروحية. وبهذا، يؤكد أن الطبيب يمكنه أن يكون إنسانًا كاملًا، لا تقف حدود مهنته عند العلاج فقط، بل تمتد لتشمل الإلهام والإبداع والتأثير الإيجابي في المجتمع.
وبينما يُمسك الدكتور عبدالرحمن بالمشرط في يده اليمنى، لا ينسى أن يحمل الفرشاة في يده اليسرى، ليبقى دائمًا ذلك الطبيب الفنان، الذي يجمع بين مهارة اليد ونبض القلب، ويضيف لونًا خاصًا في عالم يحتاج دائمًا إلى لمسة من الجمال.